صناعة الترجمة أثناء الحجر الصحي

- Elaph Translation Blog - صناعة الترجمة أثناء الحجر الصحي

صناعة الترجمة أثناء الحجر الصحي

للحجر الصحي آثار على صناعة الترجمة. كيف تغيرت حياة المترجم؟ وما أشهر مجالات الترجمة التي راجت خلال الوباء؟
لقد أصبح وباء COVID-19 العالمي أحد أعظم التحديات الحديثة التي تواجه البشرية من عدة جوانب. فإلى جانب الرعاية الصحية، فإن أحد المصادر الرئيسية للقلق يتمثل في تأثير الوباء على الاقتصاد العالمي الذي يعاني من آثار الحجر الصحي: فالحدود المغلقة، ووقف الإنتاج، والتعليم، والخدمات، والسياحة، كل هذا خلَّف تأثيرًا ضارًا على التنمية الاقتصادية العالمية. ومع ذلك، فإن هذا الوباء قد ألقى الضوء على حقيقة مهمة وهي أن الأعمال التجارية على الإنترنت تُعد الأكثر قابلية للتكيُّف مع أي ظروف. وفيما يتعلق بصناعة الترجمة -ذات الطلب المرتفع- يحاول أصحاب الأعمال الوصول إلى أسواق جديدة مع جمهور أكبر على المواقع الإلكترونية، مما يُعزز الحاجة إلى المزيد من المحتوى التسويقي والمستندات بعدة لغات.
كيف يؤثر COVID-19 على صناعة الترجمة؟
الوضع الراهن في مجال الترجمة التحريرية وصناعة اللغات ملتبس، وكل شيء يعتمد على الشركة وموقعها واستجابتها للموقف، أما أولئك الذين استغلوا الإمكانيات الفنية ونظَّموا العمل بفاعلية من المنزل فإنهم على القمة الآن. يعطي التزام العالم كله الآن بالبقاء في المنزل دفعة قوية لتطوير التجارة والترفيه على الإنترنت، ويشهد يوتيوب، ونيتفليكس، ووسائل الإعلام الاجتماعية، وأمازون طفرة في عدد المستخدمين، ما يبرز الحاجة إلى المزيد من المحتوى على مستوى العالم. إنه نبأ طيب للمترجمين لأن خدماتهم ستكون في حالة طلب أعلى، كما أن عملهم أسهل بكثير ما إن يتم تنظيمه عن بُعد.
سوف يكون المترجمون الصينيون مطلوبين بشكل خاص، وهناك أسباب عديدة وراء هذا، فالفجوة الاقتصادية التي تشكلت أثناء الحجر الصحي جعلت الصين -التي بدأت تتعافى- في احتياج إلى استعادة وضعها كمنتج ومُصدِّر عالمي بسرعة. وهناك سبب آخر يتمثل في التبادل النشط لتجربة مكافحة الفيروس ومعالجة المرضى وتبادل المعلومات بين الباحثين في مجالات الرعاية الصحية وعلم الفيروسات وعلم المناعة وعلم الأوبئة وما إلى ذلك؛ لذا فإن الطلب الأعلى سيكون على مترجمي القطاع الطبي والمعرفة الميدانية. وبالنظر إلى أن هؤلاء المترجمين ليسوا كثيرين، فإن الأخصائيين ذوي الصلة لديهم الآن فرصة جيدة لتوسيع مهاراتهم وتلبية الطلب الكبير على العمل.
ماذا عن المترجمين الشفويين؟
يتعرض المترجمون الشفويون لظروف غير مواتية. خلال الحجر الصحي، فإن الاجتماعات المباشرة نادرة والزيارات الدولية شبه مستحيلة. إن الابتعاد الاجتماعي وغير ذلك من التدابير الوقائية خلق ظروفًا لا تُطاق في هذا الصدد؛ ولذلك تعاني شركات كثيرة في هذا المجال من خسائر مالية وانخفاض في العمالة. هناك بعض الحلول مثل الترجمة الفورية عبر الإنترنت، ولكن هذه الحلول ليست شائعة وأقل ملاءمةً من الاجتماعات المباشرة أو البريد الإلكتروني. بالطبع هذه الحالة مؤقتة رغم أن الأثر الذي أحدثه وباء COVID-19 سيكون طويل الأجل ومن الصعب التنبؤ بنهايته؛ لذا فعلى المُتخصصين في مجال الترجمة الشفوية أن يفكروا في السبل المُمكنة للخروج من الموقف. عمومًا تواجه شركات الترجمة زيادةً في الطلب على خدماتها، مما يمكن أن يصبح حلًّا مؤقتًا للمترجمين الشفويين.
خدمات الترجمة الشائعة الآن وفي المستقبل القريب:
وكما ستصبح الترجمة الصينية أكثر شعبيةً في المستقبل، فإن بعض اللغات الأخرى مثل الإسبانية والإيطالية سوف يكون الطلب عليها أقل كثيرًا من المعتاد، كما أن توزيع الخدمات داخل الصناعة قد يغير نمطه المعتاد. فيما يلي قائمة بالخدمات التي تضمها صناعة الترجمة والتي ستشهد زيادة في الطلب خلال فترة الحجر الصحي وما بعد الحجر الصحي:
ترجمة المستندات
هذا النوع من الترجمة شائع دائمًا، وهناك حاليًا طلب كبير على ترجمة الإعلانات الحكومية، والمعلومات التي تقدمها المنظمات غير الحكومية، مثل منظمة الصحة العالمية، والمواد الاستشارية، مثل الكُتيبات والنشرات. أما بعد التعافي من الوباء فستبحث الشركات عن شركاء جدد في الأعمال التجارية، ما سيوسع من نطاق تنوُّع السلع والخدمات المُقدمة التي تفترض مسبقًا توقيع عقود تجارية جديدة واتفاقات مختلفة.
الترجمة التسويقية
بسبب الحجر الصحي يُنصح الناس بعدم الخروج ما لم تكن هناك ضرورة مُلحة. إن العديد من المتاجر والمقاهي والمطاعم وغيرها من الشركات المماثلة تحتاج إلى سبل جديدة للوصول إلى عملائها؛ لذا فإن التجارة الإلكترونية بالإضافة إلى الخدمات المختلفة على الإنترنت مثل طلب الطعام أصبحت الآن مزدهرة وتحتاج إلى المزيد من الإعلان. يحاول رجال الأعمال الآن الوصول إلى نطاق أوسع من المستهلكين؛ لذا فهم في حاجة إلى ترجمة وصف المنتجات، وكتابة إعلانات مناسبة وما إلى ذلك.
الترجمة الطبية
لما كان [كوفييد] – 19 فيروسًا جديدًا، لم يُدرَس جيدًا بعد، فإن الباحثين والأطباء ينتجون معلومات سريعة مُكثفة عن هذا الوباء، وقد يكون بعضها حاسمًا في مكافحته، تحتاج صناعة الرعاية الصحية العالمية إلى الاطلاع على أحدث النتائج المتعلقة بالفيروس التاجي الجديد من أجل معرفة كيفية التصدي لانتشار المرض ومعالجته بشكل أكثر فاعلية، ما يعني زيادة الطلب على ترجمة المنشورات الطبية والبحوث والمقالات في المجلات العلمية، وما إلى ذلك.
خدمات اللغات الميدانية
على الرغم من أن معظم الأحداث مثل المؤتمرات أو المسابقات قد أُلغيت أو أُعيدت جدولتها ، فإن بعض الخدمات مثل الترجمة الطبية عن بُعد أصبحت أكثر شعبيةً بسبب الظروف الحالية، فهذا الوباء العالمي يزيد من الحاجة إلى تبادل أكثر نشاطًا للمعلومات.

Share:

Leave A Comment