توطين وترجمة الألعاب

- Elaph Translation Blog - توطين وترجمة الألعاب

توطين وترجمة الألعاب

توطين وترجمة الألعاب

من الصحيح نسبياً أن يُشكل شغفك باللغات صفقة حماسية جيدة للتوجه نحو ترجمة الألعاب، إلا أن ذلك غيرُ كافٍ. إن التطور السريع في الصناعة، يدفع أكثر فأكثر إلى احتياج توطين الألعاب.
يتعطش اللاعبون إلى مغامرات الفيديو ويفضلون من يوفرها لهم سريعاً وباللغة التي يفهمونها، الأمر الذي يستلزم جهد من الترجمة والتوطين، تلك العملية تبدو معقدة ومرهقة؛ واليوم سوف نساعدك لتدرك متطلبات هذا المجال، فلترجمة الألعاب أنت تحتاج أكثر من مجرد التمكن من لغتين مختلفتين؛ وللكشف عما يتطلبه الأمر دعونا أولاً نستخلص ما يميز الترجمة عن التوطين.

الترجمة مقابل التوطين:
تلزم الترجمة تحويل معاني المحتوى إلى لغة مختلفة، في حين يذهب التوطين إلى ما هو أبعد من نقل المعنى آخذاً في الحُسبان الفوارق الثقافية كذلك، ذلك يعني الإلمام بالفروق الثقافية الدقيقة في النص المصدر وتلقي الجمهور المستهدف لها، هنا يلزم أن يكون المترجم محترفاً في فهم فحوى الرسالة عند ترجمة محتويات فريدة من نوعها، مثل: السخرية والفكاهة والتهكم وغيرها من المواد المرتبطة بالثقافة. اليوم سوف نتعرف على بعض المقومات الرئيسة التي قد تساعدك في بداية عملك في هذا المجال بوصفك مبتدئاً.

١- ابق مطلعاً. أقرأ مسبقاً:
إن العالم الإلكتروني غارق في البيانات والمعلومات، المفيدة في مسارك المهني (مثل: المقالات، المنتديات، الأدوات، الورش والتدريبات، وغيرها) والتي تفيدك في هذا المجال الدقيق من مجالات الترجمة؛ لذا لا تضيِّعْ فرصة البحث في ذلك المجال، وابدأ بتعلُّم الأساسيات ثم اشترك في مشروعات تدريبية وفي النهاية ستعرف هل يلائمك الأمر أم لا. اقرأ آراء الآخرين، تعمَّقْ في معلوماتك ولن تصير عرضة للأخطاء العشوائية، وحين تبدأ بمشروع مع عميل ما لا تنسَ المراجعة الدقيقة لأكثر من مرة، كن مسؤولاً واحترافياً وتذكر أن الانطباع الأول يدوم.

٢- العمل لحسابك أم داخل مكتب؟ ماذا يناسبك أكثر؟
لكلا الخيارين مزايا وعيوب، على سبيل المثال: إذا اخترت العمل بدوام كامل في مكتب، فتأكد أن موقع العمل يناسبك حيث ستذهب يومياً وستنفق وقتاً ومالاً، أما إذا اخترت الدوام الحر فسوف تستمتع بأريحية مكانك المفضل، لكن عليك مراعاة التحفيز والانضباط الذاتي جيداً. القرار لك.

٣- ابدأ العمل مترجماً ذا دوام كامل:
طالما كنت تختار أن تبدأ العمل مترجماً بدوام كامل، وتبحث عن جامعات توفر صفوف التوطين السمعي والمرئي كذلك، فدراسة اللغات والثقافة ستنفعك بالتأكيد، لكن في كل الأحوال لا يوجد مسار مضمون للبدء في العمل بترجمة الألعاب، إلا أن الخبرة مطلوبة لذلك فالعمل بوصفك مترجماً بدوام كامل في أحد المكاتب قد يُكسبك الخبرة اللازمة حتى تصل إلى المجال الذي تريده.

٤- خذ الخطوة الأولى والبقية سوف تأتي:
قد يكون العمل في توطين الألعاب صعباً في البداية، من ثَمَّ التقديم على وظائف ذات صلة بتلك الصناعة دون الاحتياج للغة قد يكون فرصة جيدة، إلى جانب أن العديد من خبرات الدوام الحر قد تفيدك كمقدمة إلى عملية توطين الألعاب. فقط اختبر الفرص المتاحة وانظر ما يناسبك.

٥- ظل على تواصل مع مكاتب الترجمة:
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد وتواصل مع مكاتب الترجمة وشركاتها فهناك عدد لا حصر له من الشركات تعمل في مجال توطين الألعاب. قم بالتواصل مع الشركات وعرفهم بخبراتك ومعرفتك ولا تخشَ من اجتياز اختبار ترجمة يعرضونه عليك، كن آملاً الخير.

٦- ظل على تواصل مع المطورين:
عدد لا حصر له من مطوري الألعاب يتعاون مع شركات ومكاتب التوطين المختصة، إلا أنهم يبحثون عن شخص جديد؛ فلا تتردد في متابعة حسابات مطوري الألعاب وشركات الترجمة على شبكات التواصل الاجتماعي للتعرُّف على فرص العمل الجديدة، فماذا لو كانت إحدى الشركات المتخصصة تجري مقابلات تعيين وكنت أنت المتقدم المثالي للمهام المطلوبة؟ فقط تابع حسابات وصفحات تلك الجهات لتعرف كل جديد.

٧- انضم لمجموعات وشارك في المنافسات:
تنعقد العديد من الفاعليات دورياً؛ حيث يجتمع المتخصصون ويناقشون المشكلات المتعلقة بمجال توطين الألعاب. يمكنك أن تحضر المؤتمرات، والورش التدريبية، أو التجمعات غير الرسمية؛ وذلك لتكتشف الناس وقصصهم المُلهمة مما يُساعدك في الوصول إلى أهدافك الاحترافية، ليس ذلك فقط بل ستنمي معرفتك وتساعد الآخرين على اكتشافك ومعرفة ما تقدمه من خدمات، كما سيتسع نطاق اجتماعياتك. لا تهم النتائج، فالخبرات المكتسبة تستحق المحاولة.

٨- كن صبوراً:
قد يستغرق بناء مسار وظيفي ناجح في عملية توطين الألعاب وقتاً أطول مما تتوقع، خاصةً إن كنت تعمل بدوام حر. لا يخيب رجاؤك. الأمر طبيعي، فإطلاق عملك الخاص وجذب العملاء يستغرق وقتاً وجهداً. ننصحك أن تبدأ بمهام صغيرة ثم تتجاوزها لتحمل مسؤوليات أكبر. إنجاز بعض التراجم المجانية هو خيار جيد كذلك، لكن لا تستمر في هذا المسار طويلاً.

والخلاصة، أن سوق ألعاب الفيديو يتوسَّع بلا حدود، وقد يكون فرصة جيدة لك لاكتشاف قدرٍ متنوعٍ من فرص العمل. استثمرْ في مستقبلك واسعَ نحو طموحاتك.

Share:

Leave A Comment