أسرار متعددي اللغة من البداية للإتقان

- Elaph Translation Blog - أسرار متعددي اللغة من البداية للإتقان

أسرار متعددي اللغة من البداية للإتقان

يتعلم البعض العديد من اللغات الحيوية، الواحدة بعد الأخرى، ما يدفعنا للتساؤل هل هم خارقون؟ لماذا يُمضي شخصٌ ما سنوات طويلة في محاولة تعلم لغة واحدة فقط ومع ذلك لا يستطيع الوصول فيها إلى درجة الإتقان والطلاقة في حين أن شخصًا آخر يتعلم لغة جديدة كل سنتين؟ بالطبع تختلف القدرة على تعلم اللغة من شخص إلى آخر فالقدرة على الاستيعاب تتفاوت. فما هو سر متعددي اللغات؟ في الواقع فإن أشهر ما يُميز متعددي اللغة هو شعورهم بمتعة التعلم، أي الوصول إلى طريقهم الخاص في تعلُّم اللغة بصورة ممتعة.

إن متعددي اللغة ليسوا عباقرة استثنائيين ولا يملكون طرقًا مختصرة لتعلم اللغة. الاستمتاع بعملية التعلم اللغوي مطلوب ولكنه ليس كافيًا لتتقن لغة جديدة تمامًا. إذًا كيف أتقن متعددو اللغات لغة جديدة؟ إليك ما قد تحتاج إلى معرفته حول هذا الأمر:

  • استطاع متعددو اللغة تحويل فكرة تعلم لغة جديدة من مجرد موضوعات مدرسية مملة إلى نشاط مرح غير قابل للتكرار يوميًّا، وذلك مثل إيجاد محتوى مُحبب بالنسبة لهم على مواقع مثل “يوتيوب” ثم يقومون بسماعه أو مشاهدته.
  • استطاع محبو الكتب الحصول على كتابهم المفضل بلغة جديدة وواصلوا القراءة رغم الصعوبات التي واجهتهم خلال الفصول الأولى حتى تمكنوا في النهاية من فهم الكتاب والخروج بحصيلة لغوية جديدة.
  • أما عن عُشاق الدراما والأفلام فقد استمتعوا باللغة من خلال برامجهم المفضلة، فهم يعرفون ما يتابعونه بالفعل لكنهم يسمعونه بلغة جديدة. الأمر الذي ساعد في عملية الفهم والاستمتاع.
  • استخدمْ طريقة التحدث الذاتي، فإن كنت انطوائيًّا ولا يمكنك التواصل مباشرةً مع المتحدثين الأصليين للغة فسوف يساعدك أن تتحدث إلى نفسك داخل غرفتك، أو أن تصف خططك لعطلة نهاية الأسبوع.
  • استخدم المغامرون أسلوب التغذية الراجعة، فهم يطلعون على كُتيب به أقل أساسيات اللغة الجديدة وما ينفكون يتحدثون به مع السكان الأصليين، فهم لا يعبؤون بكم الأخطاء التي يرتكبونها بالطبع لكنهم يعتمدون على ما يُسمى التغذية الراجعة حيث يصححون لأنفسهم الأخطاء من خلال متابعة التواصل مع المتحدثين الأصليين للغة، وذلك بالسفر أو عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي.

لنختصر تلك الطرق في بعض الإرشادات العملية:

  • اختيار طرق فعَّالة:

إذا كان لديك اختبار غدًا، فستسهر في مراجعة وحفظ بعض المعاني والمصطلحات اللازمة والتي ستُحفظ في الذاكرة القصيرة المدى وسوف تنساها بعد أيام قليلة. أما فيما يتعلق باللغة، فينبغي لك مراجعة الكلمات والمعاني يوميًّا بصورة متكررة الأمر المعروف بظاهرة التكرار المكاني.

  • التخطيط المنظم:

ليست اللغة وسيلة لملء وقت فراغك، فإذا أردت تعلمها، فيجب عليك تنظيم وقتك اليومي لتوفير وقت للتعلم مثل أن تستيقظ مبكرًا بـ 15 دقيقة لتراجع يوميًّا ما تعلمته في اليوم السابق، أو أن تستمع إلى أغنيتك المفضلة باللغة الجديدة خلال ذهابك إلى العمل، أو مشاهدة محتوى ممتع على اليوتيوب أثناء تناول فطورك. لن تحتاج إلى إيجاد المزيد من الوقت؛ لأن الوقت الذي تحدده للتعلم سيصبح جزءًا من حياتك اليومية.

  • الصبر والإرادة:

دعنا نكن واقعيين، لا يمكنك تحدث لغة جديدة بطلاقة خلال شهرين فقط! لكن بالالتزام بمقدار محدد يوميًّا من التعلم سواء بالاستماع أو المشاهدة فستلحظ تقدمًا كبيرًا في مستواك على مدار الشهرين. فإن كنت تتعلم -ولو مقدارًا ضئيلًا يوميًّا- بصورة تستمتع بها، فهذا في حد ذاته نجاح وليس هناك ما هو أمتع من الشعور بالنجاح الشخصي.

وخلاصة الأمر، لا يستطيع أحدٌ أن يُعلمك ما يجب فعله لتعلُّم لغة جديدة، فقط اكتشف طريقك الشخصي الممتع للتعلُّم، واحرص على المواظبة عليه. هذا هو سر متعددي اللغات. أوجد طرقًا فعَّالة تستطيع استخدامها بشكل مُنظَّم لمدةٍ من الزمن بطريقة تستمتع بها، وهذه هي الكيفية التي يتعلم بها متعددو اللغات في شهور لا في سنين.

Share:

Leave A Comment